السبت، 13 نوفمبر 2010

قصيدة الى عرافات الله ياخير زائر لامير الشعراء احمد شوقي وغناء كوكب الشرق ام كلثوم




إلى عرفات الله يا خير زائر لامير الشعراء احمد شوقي



إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يـا خَيـرَ زائِـرٍ   ***     عَلَيكَ سَـلامُ اللهِ فـي عَرَفـاتِ 

وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِـرً***  وَسيمَ مَجالي البِشرِ وَالقَسَمـاتِ 

عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجـازِ مَلائِـكٌ  ***      تَـزُفُّ تَحايـا اللهِ وَالبَـرَكـاتِ 
إِذا حُدِيَت عيسُ المُلـوكِ فَإِنَّهُـمْ ***  لِعيسِكَ في البَيداءِ خَيـرُ حُـداةِ 
لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِـهِ***  رَسائِـلُ رَحمانِيَّـةُ النَفَـحـاتِ 
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّـبٌ***      بِكَعبَـةِ قُصّـادٍ وَرُكـنِ عُفـاةِ 
وَما سَكَبَ الميزابُ مـاءً وَإِنَّمـا***    أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَمـاتِ 
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيكَ أَعيُنًـا*** مِنَ الكَوثَرِ المَعسـولِ مُنفَجِـراتِ 
وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلـي*** وَشانيكَ نيرانًـا مِـنَ الجَمَـراتِ 
يُحَيّيكَ طَهَ في مَضاجِـعِ طُهـرِهِ***     وَيَعلَمُ ما عالَجتَ مِـن عَقَبـاتِ 
وَيُثني عَلَيكَ الراشِدونَ بِصالِـحٍ***      وَرُبَّ ثَناءٍ مِـن لِسـانِ رُفـاتِ 
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُمْ*** لِبَيتٍ طَهورِ الساحِ وَالعَرَصـاتِ 
أَرى الناسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَـةٍ*** إِلَيكَ انتَهَوا مِن غُربَـةٍ وَشَتـاتِ 
تَساوَوا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ***      لَدَيكَ وَلا الأَقـدارُ مُختَلِفـاتِ 
عَنَت لَكَ في التُربِ المُقَدَّسِ جَبهَةٌ*** يَدينُ لَها العاتـي مِـنَ الجَبَهـاتِ 
مُنَوِّرَةٌ كَالبَدرِ شَمّـاءُ كَالسُهـا  ***   وَتُخفَضُ في حَقٍّ وَعِنـدَ صَـلاةِ 
وَيا رَبِّ لَو سَخَّرتَ ناقَةَ صالِـحٍ ***   لِعَبدِكَ ما كانَت مِنَ السَلِسـاتِ 
وَيا رَبِّ هَل سَيّـارَةٌ أَو مَطـارَةٌ""       فَيَدنو بَعيـدُ البيـدِ وَالفَلَـواتِ 
وَيا رَبِّ هَل تُغني عَنِ العَبدِ حَجَّةٌ***وَفي العُمرِ ما فيهِ مِـنَ الهَفَـواتِ 
وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفسًا وَلَم أَضِـر***وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتـي 
وَلا غَلَبَتنـي شِقـوَةٌ أَو سَعـادَةٌ ***      عَلـى حِكمَـةٍ آتَيتَنـي وَأَنـاةِ 
وَلا جالَ إِلّا الخَيرُ بَيـنَ سَرائِـري ***    لَدى سُـدَّةٍ خَيرِيَّـةِ الرَغَبـاتِ 
وَلا بِتُّ إِلّا كَابنِ مَريَـمَ مُشفِقًـا***     عَلى حُسَّدي مُستَغفِـرًا لِعِداتـي 
وَلا حُمِّلَت نَفسٌ هَوىً لِبِلادِهـا***    كَنَفسِيَ في فِعلـي وَفـي نَفَثاتـي 
وَإِنّي وَلا مَـنٌّ عَلَيـكَ بِطاعَـةٍ***   أُجِلُّ وَأُغلي في الفُروضِ زَكاتـي 
أُبلَغُ فيها وَهـيَ عَـدلٌ وَرَحمَـةٌ***     وَيَترُكُها النُسّاكُ فـي الخَلَـواتِ 
وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ فَامـحُ بِناصِـعٍ***مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي 
وَمَن تَضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَـرِر***     يَمُت كَقَتيلِ الغيـدِ بِالبَسَمـاتِ 
وَرَكِبَ كَإِقبالِ الزَمانِ مُحَجَّـلٍ***      كَريمِ الحَواشي كابِـرِ الخُطُـواتِ 
يَسيرُ بِأَرضٍ أَخرَجَت خَيـرَ أُمَّـةٍ***  وَتَحتَ سَماءِ الوَحيِ وَالسُـوَراتِ 
يُفيضُ عَلَيها اليُمنَ فـي غَدَواتِـهِ***وَيُضفي عَلَيها الأَمنَ في الرَوَحاتِ 
إِذا زُرتَ يا مَولايَ قَبـرَ مُحَمَّـدٍ***      وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظَمِ العَطِـراتِ 
وَفاضَت مَعَ الدَمعِ العُيونُ مَهابَـةً***  لِأَحمَدَ بَيـنَ السِتـرِ وَالحُجُـراتِ 
وَأَشرَقَ نورٌ تَحـتَ كُـلِّ ثَنِيَّـةٍ   ***     وَضاعَ أَريجٌ تَحتَ كُلِّ حَصـاةِ 
لِمُظهِرِ ديـنِ اللهِ فَـوقَ تَنوفَـةٍ ***    وَباني صُروحِ المَجدِ فَـوقَ فَـلاةِ 
فَقُل لِرَسولِ اللَهِ يا خَيرَ مُرسَـلٍ***       أَبُثُّكَ ما تَدري مِـنَ الحَسَـراتِ 
شُعوبُكَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِهـا*** كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ 
بِأَيمانِهِـمْ نـورانِ ذِكـرٌ وَسُنَّـةٌ    ***   فَما بالُهُمْ في حالِـكِ الظُلُمـاتِ 
وَذَلِكَ ماضي مَجدِهِمْ وَفَخارِهِـمْ ***   فَما ضَرَّهُمْ لَـو يَعمَلـونَ لِآتـي 
وَهَذا زَمـانٌ أَرضُـهُ وَسَمـاؤُهُ    ***       مَجـالٌ لِمِقـدامٍ كَبيـرِ حَيـاةِ 
مَشى فيهِ قَومٌ في السَماءِ وَأَنشَؤوا*** بَوارِجَ فـي الأَبـراجِ مُمتَنِعـاتِ 
فَقُل رَبِّ وَفِّـق لِلعَظائِـمِ أُمَّتـي   ***   وَزَيِّن لَهـا الأَفعـالَ وَالعَزَمـاتِ










ليست هناك تعليقات: